أجـمـل قـصـة حـــــب

" قيس وليلى..عنتر وعبلة..روميو وجوليت..قصص حب سمعنا عنها كثيرا
ولكن الحب في اسمى واطهر معانيه لا يتجلى فقط في قصص العاشقين بل تبرز اجمل معاني الحب في الحب الأخوي
إنه حب صافي..نظيف..طاهر..خالي من شوائب الحياة وملذتها
حب هدفه الحب ليس إلا "

كان كلامي هذا ما هو سوى مقدمة لسطور قادمة أهديها لأختي رحمها الله .. عسى أن يجمعنى الله وإياها في جنات النعيم بإذن الله

كم من الليالي التي قضيتها افكر واتساءل مالذي يجمع بيني وبينك بخلاف الحرفين المشتركين في اسم كل منا..فلم أجد الإجابة
كنت على يقين بإن الحصول على إجابة يلزم صياغة السؤال بصيغة عكسية
لقد
كنتي قريبة الشبه مني..صفاتي من صفاتك..لونك هو لوني..حتى صوتك وأكتشفت
إني نسخة مصغرة منك في كل شيء لعل هذا يرجع لإنك من قمتي برعايتي في طفولتي
لازلت
اذكر نقسي دوما بكفك الرقيق واصابع يديكي وهي تنغمس بين طيات شعري وصوتك
الهامس وهو يناديني لكي استيقظ قبل أن يفوتني ميعاد المدرسة
ولا
زلت أتذكر يداكي وهي تحتضن يداي وأنتي تقبليني في جبهتي أمام باب فصلي
قائلة " خلي بالك من نفسك النهاردة و كلي سندوتشاك " وكنتي محاكياة في ذلك
والدتنا أو(ماميتو) كما تعودتي أن تناديها
وتذكرت
الطاولة التي جمعتني واياكي كثيرا لأداء واجبتنا المدرسية ولا أنسى الكلمة
التي كانت دائما ملازمة لشفيتك عندما كنتي تراقبيني من تحت النظارة قائلة
"إكتبي على السطر يا ندا"
حتى
الدموع جمعتنا سويا ليلة زفاف شقيقتنا وقد كانت دموع الفراق اقوى من دموع
الفرحة وبعد هذا اليوم أحسست بإن إرتباطي بيكي اصبح اشد التصاقا
ومرت الأيام وتكررت دموع الفراق وفي هذه الليلة لم تكن دموع عادية كانت مضاعفة فلم يكن في حسباني انكي ستتكريني بهذه السرعة
وعلى
قدر فرحتي بكي وانتي بفستان عرسك الأبيض على قدر ما تمنيت ان هذا الإنسان
يختفي من حياتنا.. فلم يخطر على بالي بإن يوما ستكون لكل منا حياته الخاصة
فحياتي هي حياتك والعكس
فعلاقتي بكي لم تكن علاقة أخوة فحسب بل كنت غالبا أحس بكي امي في حنانك..عطفك..اهتمامك
وبعد
عودتنا للمنزل بعد هذه الليلة -السعيدة بالنسبة لكل الحاضرين باستثنائي-
شعرت بالمنزل وكإني أول مرة اراه,وطافت براسي كل المواقف التي عشناها سويا
المحزن منها والمفرح
تذكرت أول يوم لكي في الكلية لقد كنتي على اصرار لاصطحابي معك
وتذكرت يوم وفاة والدي كنتي الوحيدة التي تخفف عني وانتي التي من تحتاج لمن يخفف عتها وحاولتي تعويضي عن اهتمام ابي بي
نعم..فقد
كنتي بعيدة عن كل أنواع القسوة وفي حالة تمثيلك لها قلبك الصافي كان دائما
اسبق بكشف الحقيقة وخجلك وانتي تقولين لي "متزعليش مني انتي عارفة انتي
عندي ايه"ينسيني كل ما بدر منك
وانا في الحقيقة كنت اعلم مكانتي عندك ولكن لم اعرف مكانتك الحقيقية بالنسبة لي سوى بعد فراقك
وتذكرت يوم نجاحي في الثانوية العامة ففور علمك بالنتيجة سجدتي لله شكرا واحتنضتيني وحملتني كمن يحمل لعبة جديدة ويلف بها
ولم انسى يوم زفافي عندما رفضتي الحضور وجئتي الي في غرفتي ودموعك بللت نقابك قائلة لي "سامحيني وانا هدعي ربنا يسامحك"
وتذكرت وتذكرت حتى وصلت لاسوا يوم مر عليا..يوم فراقك وتمنيت ان الغي هذا اليوم من حياتي
فهذا
اليوم من فرق بيني وبين نصفي الثاني..هو من فرق بيني وبين الانسانة التي
احست بي وشاركتني الامي قبل فرحي..هو من فرق بيني وبين ضميري ومرشدي
وموجهي في الحياة

لايسعني سوى ان اقول لكي نهاية لكلامي
وحشتيني وسامحيني فنهايتي كفن ابيض و قبر صغير يحويني