عَـــــ،،،، اَلْـحُــبْ ،،،ـــــامُ

عَـــــ،،،، اَلْـحُــبْ ،،،ـــــامُ

تمضي الأيام,على قارب الدهر بمدرافي الزمن,لسنا بالتائهين في هذا البحر
لأن أمواجه قدر من رب عليم,لا أمواج البحر المعلن في خرائط العالم,أمواج
تجعلنا الى خفايا الدنيا طامعين,لربما نريد بعض الأحيان أن نواجه المنايا
بالسيوف,و للمنايا رب حكيم.

سردي يصعب في بدايته,و يعجز أدبي الضعيف على الانطلاق,أظن ذاك نصر لسنة
أحيطت بالضياء في عمر أسدل عليه الليل سدوله,و هم عليه الخفافيش و الذئاب.
رمضان..شهر لم يجد صعوبة ليبدأ العام المنير,ربما لأنه لا يحمل أدبا,أو
لربما الدهر له نصير..لست أحسده فهو شهر كريم.

في أمسية, و أنا على الرصيف,راقد أنتظر تكبيرات الشيخ الجليل,اذ بالخليل,يناديني: يا ولد !! هل بين الأزقة فتاة اسمها سناء؟

أجيب في الحال: لا ...

يقول مستغربا: و تدعي أنها رائدة لزقاقنا,فهل زقاقنا جميل؟

أضحك قليلا و أقول: أسامة !! ريقي جف من العطش,فدع عنك هذه المواضيع التافهة.

و أنا التافه, لا أعرف أن هذه الفتاة سأشربها في نبيذ ما !!

ارتويت بعد أن لوح الظلام بساعديه ثم ساح تخميني هل "سناء" من جيراني , و
عنادي زاد الطين بلة لأطلب من الخليل عنوانها,فجلست على صندوق العجب و
أدخلتها برفق على مائدة السطور, ثم تبادلت و اياها تحية الاسلام , السؤال
عن الحال , بعض أركان اللقاء الأول , التشرف ثم الى اللقاء...

و اللقاء تلو اللقاء , يجعلنا نغوص في أعماق الأخوة , فناديتها أخيرا:أختاه !! و نادتني: أخي....

فسررت بالأخوة الجديدة,لا أعرف السبب , فقط فرحت الى حد جعلني أهتف باسم
الأخت على قصائدي العديدة و أشعاري الوهنة,فقدمت اليها قصيدة من بين عشرات
القصائد الأخوية الجميلة في ليلة جميلة..

مرت أشهر معدودة,في معياري مرت أزمان و أزمان, وجدتنا هذه الأيام و قد زدنا في الرقي , الى حد تسائلنا عن "مدائن العاطفة"..

سألتني عن "الحب", كلمة متداولة على لساني لكنها على حنجرتي لم تستطع ولوج
الفؤاد, لا أعطي ايماني الى احساس العذاب و جحر المشاكل و الصعاب,,,

و كنت أبادلها السؤال -من قوانين الصفحة البيضاء- فكانت تذكر لي أرشيف الحبيبين و تزرع على ظهر النقطة الأخيرة "أحب انسان",

أسألها من جديد : من سعيد الحظ هذا من هذا المغوار؟ فتجعله مجهول بين
تخميني الذي دائما يريد العناد , هو الاحساس الراقد في كياني يطل من جديد
, لا زال عليه غبار الصبا المجنون , فأحسس أنني ....

يوما بعد يوم, أتيقن نصف التيقن و يلقي القدر النصف الآخر على انسان شد
بيدي الى فصل الخرائط , فأعلن الحب باسم تلك السيدة , وجدتها بعد أن ضربت
صخرة صغيرة على حافة القلب الجنين , فوكزتها بعصاتي قائلا: مرحبا بك في
امارتك. فبايعتها أضلعي و عروقي و دمائي و صدري و جفوني و كل أملاكي على
الحب و العشق.

عشقتها ليلة بينما كان المطر يلهو بالحصى و يغمسه في الندى الخريري,بت على
وسادتي أنظر في مزن السقف الآجوري لأتأكد من الحب و لأسجله في كتاب
الايمانيات,

هناك قرأت من كتب العشق تحت ضوء القمر , بشهادة من شمعتي و فنجاني , لأعرف
موسوعة الايمان الجديد و أتقن شعوري الحنيني الى أميرة الوجدان. علمت أن
دوامة الحب كلها ألم و عذاب و مشاكل , فقررت التصدي لشتاها و لو أعاني من
عرق القدر, و لأزيد من عهد التوكل أعلنت الحب على رؤوس الكل , لتفرش لنا
مروى كذبة تجعل الحبيبة في عناق مع السخط. مرت ساعات داوت تلك العلة التي
ما كان لها أن تستأزم حبا رضيعا.

أرضعنا ذاك الحب , بثديينا و حواسنا , الى أن سار صبيا يلعب بالطين قربنا ..

و أعد ربي باذن من قدره,أن لن يفنى و أن يصير شابا و كهلا و شيخا ان شاء رب الملائكة !!

في نفس العام...

زاد حبي الى الشعر الخاطري , و زدت عشقا بالقهوة و المطر و السهر السمري,
فما زلت..و لا زلت بينهما دمية قوية, و أقوى كلما سمعت كلمة الحب من
الفتاة الخرساء !!